«السخام»..رزق من الأشجار

التاريخ : 2021-02-05 (02:22 AM)   ،   المشاهدات : 754   ،   التعليقات : 0

«السخام»..رزق من الأشجار

صناعة الفحم، أو ما يسمى «السخام»، معروفة في دولة الإمارات منذ مئات السنين، وتركزت هذه الصناعة في عدد من مناطق الإمارات، خاصة في المناطق الجبلية، مثل الفجيرة، ورأس الخيمة، لما كانت تتمتع به هذه المناطق من وفرة الأشجار البرية في جبالها وأوديتها، خاصة أشجار السمر، والغاف، والسدر، وازدهرت مهنة صناعة الفحم في الإمارات قديماً نتيجة الحاجة إلى النار في موسم الشتاء، وفي الأماكن التي يندر فيها الاحتطاب، فبدت الحاجة ملحة لوجود بديل عن جذوع النباتات الجافة التي كانت تستخدم في إشعال النار، إذ يصبح الحطب في أوقات المطر رطباً، ومن الصعب إشعاله، وكذلك هي الحال في المناطق الساحلية التي يندر فيها الشجر.

وصناعة الفحم كانت مهنة متوارثة عن الآباء والأجداد، حيث يقوم الأهالي عندما تيبس الأشجار البرية، «أي تموت»، بجلب الحطب وتحويله إلى فحم «سخام»، لأنه يسهل تخزينه واستخدامه ونقله إلى أسواق الساحل في الماضي، حيث كان يزداد طلب التجار عليه في أسواق دبي، والشارقة، وكانت أغصان الأشجار وجذوعها تقطع، إلى أجزاء متقاربة في الحجم، ثم تترك تحت أشعة الشمس مدة كافية لتجف تماماً، وتوضع بعدها في حفرة تشعل فيها النار، وتترك حتى تخمد النار، ويتحول معظم الحطب إلى جمر، وحينها تدفن بإهالة الرمل فوقها، وتترك قرابة يومين، أو ثلاثة أيام، ثم يتم استخراج الفحم من الحفرة ويفصل الرمل عنه، ويعبأ في أكياس مصنوعة من سعف النخيل، وبذلك يكون جاهزاً للاستخدام في طهي الطعام، أو التدفئة، أو «الدخون»، أو غير ذلك، كما كان الفحم مصدر رزق لكثير من الأهالي بتسويقه في أسواق الساحل عن طريق الرحلات التجارية القديمة بوساطة الجمال والخيول المحملة بالفحم، والمتوجهة إلى تلك الأسواق، حيث كان يتم بيع الفحم للتجار، أو مقايضته مقابل بعض احتياجات الأهالي من عيش، وسكر، وبن، وقماش، وغيرها.

وكانت صناعة الفحم تختلف من منطقة إلى أخرى من حيث طريقة دفن هذه المادة، ونوعية الأشجار، والمدة التي يترك الفحم فيها تحت التراب، وبقيت صناعة الفحم حاضرة حتى يومنا هذا منذ مئات السنين، وأصبح هناك أبناء كثيرون لديهم الخبرة الكافية المتوارثة من الآباء والأجداد في طريقة صناعة الفحم، والمعرفة الكافية في طريقة اختيار نوع خشب الأشجار الذي يصلح في صناعة الفحم.

| بواسطة:

إضافة تعليق

الخبر التالي

أحدث إصدارات التربوي للغة العربية لدول الخليج 2021م