«مصعد الموت» يثير غصب التونسيين ويصيبهم بالإحباط

التاريخ : 2020-12-05 (01:49 AM)   ،   المشاهدات : 390   ،   التعليقات : 0

«مصعد الموت» يثير غصب التونسيين ويصيبهم بالإحباط

فجر «مصعد آلي» معطوب غضباً عارماً في تونس، بعد أن تسبب في موت طبيب شاب بمستشفى جندوبة شمال غربي البلاد، في حادثة جديدة تضاف إلى سلسلة من الكوارث التي تعكس انهيار الخدمات في البلاد.

وأفاق التونسيون على الفاجعة التي أثارت حنقهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي وسائل الإعلام، لا سيما وأن المصعد الآلي ثبت، بحسب تقارير، أنه معطوب منذ نحو أربع سنوات، في مؤشر يعكس حالة إهمال عامة لخدمات القطاع الصحي في البلاد.

وتوفي الطبيب بدرالدين العلوي البالغ من العمر 27 عاماً بعد أن دخل المصعد الآلي من دون أن يعلم بأنه معطوب، ومن دون أن تكون هناك أي إشارة إلى العطب، لتنبيه الأطباء، ليهوي به في القاع ويرديه قتيلاً.

وتمثل الحادثة المأساة أحدث صورة لانهيار قطاع الصحة العمومية الذي يشكو من صعوبات كبرى ومن قلة التجهيزات وتداعي البنية التحتية، على الرغم من برامج الإنقاذ المتتالية التي كشفت عنها حكومات متعاقبة، لكنها لم تنفذ. وتعمقت أزمة القطاع مع وباء كورونا.

ونفذ طلبة كليات الطب والأطباء إضراباً وطنياً حضورياً، أمس الجمعة، في كامل ولايات الجمهورية، مع الإيقاف التام للأنشطة الاستشفائية، على خلفية وفاة الطبيب الذي خصه الرئيس قيس سعيد بجنازة رسمية.

وحمل رئيس المنظمة التونسية للأطباء الشبان جاد الهنشيري مسؤولية وفاة زميله لوزارة الصحة والمدير الجهوي للصحة بجندوبة ومدير المستشفى الجهوي بجندوبة، داعياً إلى إعفائهم من مهامهم، وتوجيه تهمة القتل عبر التقصير وعبر عدم أداء المهام.

وألقت الفاجعة بظلالها على أشغال الجلسة العامة في البرلمان، حيث اتهم النائب عن ولاية جندوبة منجي الرحوي الحكومات المتعاقبة بتشجيع القطاع الخاص للصحة، مما تسبب في تحويل المستشفيات العمومية إلى مذابح ومسالخ، حسب تعبيره.

وتأتي الفاجعة في أعقاب سلسلة من الكوارث التي أثارت غضب التونسيين، نتيجة الإهمال وعدم توصل التحقيقات بشأنها إلى نتائج واضحة وإدانات صريحة. ولم يهضم التونسيون بعد، حادثة وفاة فتاة في بالوعة مكشوفة في موجة أمطار اجتاحت تونس قبل نحو أسبوعين، علماً أنها حادثة الغرق الثانية من نوعها بعد حالة وفاة مماثلة في سبتمبر الماضي.

وينتظر التونسيون أيضاً نتائج التحقيقات في كارثة وفيات الرضع في مستشفى الأطفال بالعاصمة في شهر مارس 2019، ووفاة أكثر من أربعين شخصاً في انزلاق حافلة بمنحدر غير مؤمن في ديسمبر 2019، وهدم السلطات لكشك غير مرخص على من فيه قبل أشهر.

وفجرت هذه الكوارث انتقادات متزايدة لدى قطاعات من التونسيين إزاء أداء الحكومة الحالية المكلفة بمباشرة إصلاحات فورية وتطبيق القانون ضد المخالفين والكشف عن برامج للتنمية.

| بواسطة:

إضافة تعليق

الخبر التالي

«ذا صن»: دبي بين الوجهات المفضلة لدى السياح البريطانيين