ميل جيبسون.. كاوبوي يرتدي عباءة سانتا كلوز في «الرجل البدين»

التاريخ : 2020-12-03 (02:29 AM)   ،   المشاهدات : 523   ،   التعليقات : 0

ميل جيبسون.. كاوبوي يرتدي عباءة سانتا كلوز في «الرجل البدين»

كثيرة هي الأفلام التي صنعت عن أساطير الكريسماس: سانتا كلوز والجرينش والملائكة والحب القدري والأسر الفقيرة السعيدة.. إلخ.. وكثيرة هي الأفلام الغريبة التي صنعت عن أساطير الكريسماس: الكائنات الغيبية المرعبة والمسوخ الشريرة والقتلة المرضى نفسياً والأسر الفقيرة التعيسة.

ولكن "الرجل البدين" Fatman واحد من أغرب هذه الأفلام سواء على مستوى الموضوع والقصة أو على مستوى النوع الفني الذي ينتمي إليه أو على مستوى الأسلوب والعناصر السينمائية.

الفيلم الذي كتبه وأخرجه الأخوان إيشوم وإيان نيلمز، ويلعب بطولته النجم ميل جيبسون، ينتمي، على الورق، لنوعية أفلام الكريسماس الخيالية.

يدور الفيلم حول شخصية سانتا كلوز، أو «بابا نويل» بالفرنسية، أو «نيكولاوس» بالألمانية، ذلك العجوز ذو الشعر الأبيض والمعطف وغطاء الرأس الأحمرين، الذي يجلب للأطفال هدايا عيد الميلاد تحت شجرة الكريسماس ليلاً.

سانتا كلوز هنا اسمه كريس كرينجل «ميل جيبسون» وهو عجوز يعيش في قرية منعزلة مع زوجته الأمريكية الإفريقية روث، التي تلعب دورها ماريان جان بابتيست. يجاهد كريس للحفاظ على مصنعه الذي يعمل فيه مجموعة من كائنات «الإلف» الخيالية، ويعمل على الاستمرار في تحقيق أمنيات الأطفال رغم المعونة الحكومية القليلة التي يحصل عليها، والتي تتقلص بسبب الظروف الاقتصادية السيئة.

هذا الخط يدعمه خط درامي آخر من نوعية القاتل المحترف الخارق الذي يتقصى أثر سانتا كلوز لقتله، لأنه لم يكن يحصل على هدايا منه في طفولته، وهذا القاتل يعمل لدى طفل عمره 12 عاماً ينتمي لطبقة بالغة الثراء ولكنه طفل شرير يكلف القاتل المحترف بقتل «سانتا كلوز» لأنه تلقى هدية عبارة عن قطعة فحم تليق بتصرفاته الشريرة.

هذان الخطان يصحبهما خط اجتماعي ثالث عن الظروف الاقتصادية السيئة والماكينة الأمريكية العسكرية التي تحول مصنع هدايا سانتا كلوز إلى مصنع لإنتاج «ريموت كونترول» الطائرات، وهو يضطر لذلك حتى يحمي المصنع من الإفلاس والإغلاق.

النتيجة النهائية لهذه الخلطة الديناميتية «ملخبطة»، وتخلو من المفرقعات والنيران كما لو أنها أصبع ديناميت أفسده الماء.

أول مشكلة يعانيها «الرجل البدين» أن الفيلم نفسه يعاني البدانة، فهو يحمل أفكاراً كثيرة لا يعرف كيف يربط بينها في خيط واحد، كما يسرف في التكرار وبعض مشاهده بطيئة وزائدة عن الحاجة: حتى بعض مشاهد مطاردة القاتل لسانتا كلوز التي يفترض أن يصل بها العمل إلى قمة الإثارة ينجح المخرجان في جعلها مملة!

المشكلة الثانية أن الفيلم لا يعرف هدفه: هل هو فيلم للأطفال أم للكبار؟ هل هو فانتازيا خفيفة أم أكشن قاتم؟

لو كان الفيلم للأطفال لخلا بالتأكيد من المشاهد الدموية والعنف البدني واللغوي، ولو كان فيلماً للكبار لخلا بالتأكيد من المشاهد «الطفولية» الساذجة مثل قيام القاتل الأجير بالبكاء وهو يمسك بسيارة لعبة بين يديه لأنه لم يحصل على هدايا من سانتا كلوز سوى هذه اللعبة.

المشكلة الثالثة هي: ما الذي يفعله ميل جيبسون في هذا الفيلم؟ هل يلعب دور سانتا كلوز، القديس الطيب العجوز، أم يلعب دور «ماكس المجنون»، الشرطي العصبي قاهر الأشرار الذي صنع شهرته؟في المشهد الأول الذي يظهر فيه سانتا كلوز في الفيلم نراه يتدرب على إطلاق النار على علب صفيح تحمل صورة سانتا كلوز، كما لو كان «كاوبوي» أو قاتلاً متقاعداً يتدرب للحفاظ على لياقته.

والحقيقة أن جيبسون يظل معظم الفيلم خاملاً لا يعرف ما الذي يفعله، حتى ربع الساعة الأخيرة التي يعود فيها إلى ميل جيبسون الذي نعرفه، عندما يقرر أن يخلع عنه رداء القديس سانتا كلوز ويتصدى للقاتل الجبار.

وبالفعل لولا وجود ميل جيبسون في الفيلم لما كان هناك شيء يستحق المشاهدة، فالقصة مرتبكة والشخصيات كارتونية والإيقاع مترهل، ولكن الجمهور يمكن أن يحب العمل بفضل وجود جيبسون وحضوره المميز وأيضاً بفضل الممثل والتون جوجينز الذي يلعب دور القاتل الأجير ميلر على الطريقة الهوليوودية التقليدية، فهو صاحب حيلة ودهاء وقوة، يستطيع أن يقضي على كتيبة مسلحة بأكملها، وأن يصيب سانتا كلوز نفسه في مقتل، حتى إنه يكاد يكون الشخصية الحيوية الوحيدة في الفيلم، لولا أن حضور جيبسون يعادلها.

«الرجل البدين» فيلم غريب بالفعل يأتي قبيل «كريسماس» غريب في عام غريب.. من الصعب أن نستسيغه أو نفهمه.

| بواسطة:

إضافة تعليق

الخبر التالي

بوروسيا دورتموند إلى ثمن النهائي بتعادله مع لاتسيو