دراسة لـ «تريندز» ترجح تحول المواجهة بين الحكومة الصومالية وحركة الشباب إلى حرب استنزاف طويلة

التاريخ : 2023-08-25 (08:28 AM)   ،   المشاهدات : 300   ،   التعليقات : 0

أبوظبي
دراسة لـ «تريندز» ترجح تحول المواجهة بين الحكومة الصومالية وحركة الشباب إلى حرب استنزاف طويلة

رجحت دراسة حديثة، أصدرها مركز تريندز للبحوث والاستشارات، تحول المواجهة بين الحكومة الصومالية وحركة الشباب إلى حرب استنزاف طويلة يصعب حسمها لأي من الطرفين، مؤكدة أن حركة الشباب الصومالية أصبحت تشكل محطة من أهم محطات التطرف العنيف في منطقة القرن الأفريقي، حيث باتت طموحاتها تتجاوز حدود الصومال، إلى محاولة تأسيس فروع لها في بعض مناطق شرق أفريقيا، مثل كينيا وإثيوبيا، الأمر الذي أصبحت تشكل معه خطراً ليس فقط على الحكومة الصومالية، وإنما على بعض البلدان المجاورة.

وذكرت الدراسة، التي تحمل عنوان: «الحكومة الصومالية وحركة الشباب.. واقع المواجهة ومآلاتها»، وأعدها الدكتور أحمد محمد الأمين انداري، أكاديمي وباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية والقانون الدولي - موريتانيا، أن المواجهة المندلعة في الصومال بين الحكومة وحركة الشباب تثير تساؤلات عديدة تتعلق بواقع هذه المواجهة، وأسبابها وطبيعة ميزان القوى على الأرض بين الجانبين، والاستراتيجيات التي يتّبعها كل طرف في محاولته هزيمة الطرف الآخر، إضافة إلى مآلات هذه المواجهة.

 

«حرب العصابات»

وترى الدراسة أنه بعد انقضاء فترة السنة، التي حددها الرئيس الصومالي حسن الشيخ محمود للقضاء على حركة الشباب، فإن الحكومة الصومالية بذلت جهوداً كبيرة في مواجهة الحركة، أسفرت عن مقتل عدد كبير من عناصرها وطردها من قرى كانت تسيطر عليها، وتضييق الخناق عليها من الناحية الاقتصادية، فضلاً عن الانشقاقات العديدة التي عرفتها وتمرُّد الكثير من العشائر وثورتهم عليها.

وبينت أنه على الرغم من ذلك، فإن الحركة لا تزال موجودة وقوية على الأرض، وقادرة على خوض الحرب، ولو بأسلوبها المفضَّل «حرب العصابات»، وما يدل على ذلك، مجموعة العمليات التي شنتها في الآونة الخيرة وطالت أكثر من مكان داخل الصومال وخارجه.

 

3 سيناريوهات محتملة

وحول مآلات المواجهة بين الحكومة الصومالية وحركة الشباب، تفترض الدراسة ثلاثة سيناريوهات محتملة، وهي «انتصار الحكومة والتحالف الداعم لها، وتمكُّن حركة الشباب من الصمود في مواجهة الحملة التي تشنها الحكومة عليها، واستمرار المواجهة بين الجانبين من دون قدرة أيٍّ منهما على حسم هذه المواجهة».

ويرجح السيناريو الأول انتصار الحكومة الصومالية والتحالف الداعم لها، ونجاحهما في القضاء نهائيّاً على الحركة، ولكن هذا يعتمد على مجموعة من العوامل من أهمها، قدرة الحكومة الصومالية الكبيرة على التعبئة والحشد محلياً ودولياً من أجل إنجاح مقاربتها لمكافحة الإرهاب، فضلاً عن نجاح الحكومة في تطوير قدراتها القتالية بشكل كبير، إلى جانب تذمّر رجال العشائر وعموم المواطنين من اضطهاد وظلم حركة الشباب، وفرضها الكثير من الإتاوات والضرائب الظالمة عليهم، وتوسُّع وشمولية المقاربة الصومالية لمكافحة الإرهاب.

 

صمود الحركة

أما السيناريو الثاني فهو تمكُّن الحركة من الصمود في مواجهة الحملة التي تشنها الحكومة عليها، ويرجح حدوث هذا السيناريو نجاح الحركة في اتخاذ بعض الأمور التي تعزز قوتها، وحدوث بعض العوامل الأخرى التي تُضعف من قوة الحكومة، ومن بينها، نجاح الحركة في الاحتفاظ بالقوة التي تمتلكها، وتمكُّنها من تعويض ما تفقده من قدرات قتالية ومالية، وذلك من خلال استمرار عمليات التجنيد التي تقوم بها، وإصلاح الحركة علاقاتها المتوترة مع العشائر، وتراجُع التنسيق بين الحكومة والتحالف الداعم لها، وحدوث انسحاب غير مدروس للقوات الأفريقية.

 

مواجهة مفتوحة

وتفترض الدراسة سيناريو ثالثاً يتمثل في استمرار المواجهة بين الحكومة الصومالية وحركة الشباب، من دون قدرة أيٍّ منهما على حسم هذه المواجهة والقضاء على الطرف الآخر تماماً، وهذا السيناريو هو المرجَّح، لاسيما على المديَيْن القريب والمتوسط، بفعل التكافؤ الكبير في ميزان القوى بين طرفي المواجهة. 

الناشر: Trends Media | بواسطة: Trends Research & Advisory

إضافة تعليق

الخبر التالي