تقوم منطقة عجمان الحرة، التي تأسست في العام 1988، بدور هام وحيوي في خدمة التطور والتنمية الاقتصادية التي تشهدها إمارة عجمان بشكل خاص والدولة بشكل عام واحتلت مكانتها كمركز إقليمي وعالمي للتجارة والأعمال والخدمات المالية.

وقال سعادة المهندس علي بن تويه السويدي مدير عام منطقة عجمان الحرة - في حوار مع وكالة أنباء الإمارات "وام" - إن منطقة عجمان الحرة تأسست وفق رؤية إستراتيجية طموحة تستهدف توفير فرص عالمية للاستثمار وخلق منصة رئيسية لخدمة قطاعات التجارة والأعمال بما يواكب المتغيرات المتسارعة ..مشيرا إلى أن المنطقة الحرة نجحت بشكل بارز خلال سنوات معدودة في أن تصبح وجهة رائدة للأعمال تتواجد في موقع استراتيجي عند مدخل الخليج العربي، مدعومةً باستراتيجية متوائمة مع أهداف رؤية دولة الامارات و رؤية إمارة عجمان في بناء اقتصاد تنافسي ومتنوع ومستدام.

وأشاد بالدعم اللامحدود الذي تلقاه المنطقة الحرة من صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان وسمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان رئيس المجلس التنفيذي والمتابعة المباشرة للشيخ أحمد بن حميد النعيمي ممثل صاحب السمو حاكم عجمان للشؤون للشؤون المالية والإدارية رئيس منطقة عجمان الحرة.

وحول تفصيل استراتيجية المنطقة، أكد سعادة المهندس علي بن تويه لـ "وام" أن نطاق تركيز منطقة عجمان الحرة خلال الأعوام 2021 حتى 2025 يتمحور حول جذب وتحفيز الاستثمار من خلال توفير البنية التحتية والرقمية المتطورة والخدمات الاستباقية المنافسة والتشريعات المرنة التي تجعل الاستثمار في عجمان تجربة متفردة ..لافتا إلى أن المنطقة تواصل العمل وفق قيم جوهرية قوامها تحفيز التميز والابتكار وتبني منظومة عمل متكاملة تؤدي بالضرورة إلى زيادة ثقة المستثمرين إضافة إلى تعزيز الاستباقية وإدارة التغيير لتصبح مركزاً عالمياً رائداً لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى عجمان بحلول العام 2030.

وعن مساحة المنطقة وعدد الشركات والمستثمرين وجنسياتهم، أوضح سعادة المهندس علي بن تويه السويدي أن مساحة منطقة عجمان الحرة تبلغ حالياً 868.547.004 أمتار مربعة وتحتضن عددًا من المجمعات التجارية التي تعتبر وجهات أعمال مفعمة بالأنشطة الترفيهية والحيوية باعتبارها إحدى الامتيازات الخاصة بهم منها عجمان بوليفارد والزوراء والسوق الصيني فيما تقدم المنطقة الحرة في تلك المساحة والمجمعات التجارية حزمة واسعة من الخدمات عالية المستوى لأكثر من 9000 شركة ومستثمر من مختلف الجنسيات أتوا للاستثمار من أكثر عن 160 دولة حول العالم استقطبتهم المنطقة الحرة بما تمتلكه من بنية تحتية حديثة ومرافق متطورة توفر كل أدوات النجاح للمستثمر بما في ذلك مكاتب ومقرات الأعمال والمستودعات الصناعية والأراضي والمساحات التجارية والوحدات السكنية ومركز تجاري لمبيعات التجزئة .

وحول دور المنطقة في توطين وظائفها .. أكد أن التوطين يعد أحد أهم مؤشرات الأداء الرئيسية وفق "رؤية الإمارات 2021" مشددا على أنه يندرج في إطار الأولويات الإستراتيجية لمنطقة عجمان الحرة باعتباره دعامة أساسية لخلق كوادر وطنية قادرة على قيادة مسيرة التنمية والتقدم وترجمة تطلعات القيادة الرشيدة خلال السنوات الخمسين المقبلة.

وقال السويدي : نفخر بأن المواهب والكفاءات الوطنية تمثل حالياً 85 % من فريق العمل ضمن الفئة القيادية والإشرافية فيما بلغت نسبة الفئة الإدارية والخدمات المساندة في المنطقة الحرة 77 % .

وتطرق إلى أهم الشركاء التجاريين والاقتصاديين لمنطقة عجمان الحرة، مشيرا إلى تنوع النشاطات الصناعية والقطاعات في منطقة عجمان الحرة حيث تأتي صناعة الملابس والمنسوجات في صدارة قائمة القطاعات فيما تشهد صناعات الأغدية والمشروبات والبناء والتشييد نسبة كبيرة، إلى جانب الصناعات في قطاع النقل والنقل البحري وقطاع التكنولوجيا والاتصال وقطاع النفط والغاز وقطاع التعليم وقطاع الصحة والتجميل .

وعن نسبة استحواذ أنشطة الدول في المنطقة، تأتي الهند في المركز الأول بـ 34 في المائة تليها باكستان ثانياً بـ 17 في المائة والصين بـ 4 في المائة والمملكة المتحدة 3 في المائة فيما تستحوذ الدول الأخرى على نسبة 41 في المائة ..مشيرا إلى أن الحضور القوي للشركات الهندية والباكستانية والصينية والبريطانية يجعل هذه الدول في موقع الصدارة بين أهم شركائنا الاقتصاديين ويؤكد الثقة المتنامية بالبيئة الاستثمارية المحلية في ظل ما توفره المنطقة الحرة من حوافز جاذبة للمستثمرين من كافة أنحاء العالم.

وحول المزايا والتسهيلات والخدمات التي تقدمها المنطقة لجذب المستثمرين ..قال ابن تويه إن المنطقة الحرة تقدم حوافز استثنائية للاستثمار ضمن بيئة مثالية تُلبّي احتياجات المستثمرين والشركات وتضمن استمرارية أعمالهم ونموهم، لا سيّما في ظلّ التقلبات الاقتصادية والظروف المستجدة عالمياً ..معربا عن اعتزاز منطقة عجمان الحرة بتعاونها الوثيق وعلاقاتها المتميزة مع شركائها الاستراتيجيين ضمن مُختلف القطاعات، أشار إلى الحرص على تعزيز وتضافر الجهود ضمن منظومة العمل الحكومي من خلال أكثر من 19 شراكةً مع الجهات الحكومية وتوسيع نطاق التعاون مع القطاع الخاص من خلال أكثر من 22 شراكة استراتيجية مع شركات ومؤسسات القطاع الخاص.

ولفت إلى أن المنطقة الحرة تتمتع بشراكات استراتيجية مع نخبة من الشركاء من القطاعين الحكومي والخاص في سبيل تقديم أفضل الخدمات للمستثمرين والشركات العاملة لديها بما فيها الخدمات الطبية والمصرفية والحكومية والإدارية وخدمات الشحن وبوابات الدفع الإلكتروني والتجارة الإلكترونية والتعليم وغيرها.

ونوه السويدي أن المنطقة حصلت مؤخرا على تصنيف خمس نجوم لثمانٍ من خدماتها ضمن المرحلة الأولى من مشروع نظام النجوم للخدمات الرقمية الحكومية وذلك ضمن الخدمة الرئيسية "التراخيص والعقود الإيجارية" والخدمات الفرعية المدرجة ضمنها.

وأكد أن التحول الرقمي في المنطقة الحرة يعد دعامة أساسية لتسهيل ممارسة الأعمال حيث يتم المضي في تطوير وتوسيع نطاق الخدمات الرقمية وفق أحدث الابتكارات التكنولوجية، لتشمل المزيد من الإجراءات التنظيمية لأنشطة التجارة والأعمال والاستثمار، بما يدعم التوجه الوطني نحو استباق وتلبية متطلبات المستقبل.

وحول عملية تطوير منطقة عجمان الحرة لخدماتها الرقمية والذكية عبر منصاتها الإلكتروني ..شدد السويدي على المضي قدماً على درب التحول الرقمي بما يتواءم والتوجه الوطني في إمارة عجمان ودولة الإمارات، مع التركيز على تبني أحدث الابتكارات الإلكترونية التي من شأنها تسهيل ممارسة أنشطة التجارة والأعمال والاستثمار ..مشيرا إلى أن المنطقة خطت خطوات متقدّمة على درب تطوير البنية التحتية والرقمية، حيث تعمل على إتمام المرحلة الثانية من "نظام التشغيل الآلي لعمليات الأعمال "RPA".

وقال إن المنطقة تواصل مساعيها لتعزيز تميّز وتنوع خدماتها الإلكترونية والذكية، بما يتماشى مع أهداف "الخطة الاستراتيجية لحكومة عجمان الرقمية 2022" في توفير تجربة استثنائية للمتعاملين إلى جانب تقديمها للمستثمرين مجموعة متنوعة من الخدمات عبر البوابة الإلكترونية للمتعاملين والمصممة لتسهيل أعمالهم وتحقيق النجاح إضافة إلى تقديم خدمة "الشباك الواحد" التي تمكّن المتعاملين من إنجاز كافة معاملاتهم في مكان واحد.

وعن التدابير التى اتخذتها المنطقة الحرة لمواجهة تداعيات فايروس كورونا والحد من آثار انتشار الجائحة .. أكد السويدي أن المنطقة وضعت خطة شاملة للتعامل بكفاءة مع جائحة "كوفيد-19" والحد من تداعياتها السلبية .. وقال في هذا الصدد : أطلقنا حزمة من المحفزات الاقتصادية للشركات والمستثمرين شملت العديد من الخصومات والإعفاءات التي ساهمت إلى حدّ كبير في ضمان استمرارية ممارسة الأعمال كما ركزنا على تعزيز التواصل الفاعل والمباشر مع شركاء الأعمال لضمان استمرارية عملهم وتجديد الرخص التجارية.

وأضاف : قمنا بتفعيل منظومة العمل عن بعد بنسبة 100 في المائة عبر تأهيل الأنظمة المؤسسية لضمان استمرارية العمل، بما فيها نظام البصمة عن بعد "WEBHR" .. كما وفرنا حواسيب المحمولة لـ 88 في المائة من الموظفين، في سبيل إنجاح خطة العمل عن بُعد والضامنة للحفاظ على صحة وسلامة وأمن الجميع .. واتخذنا قراراً بتقليص عدد الكاونترات إلى ثلاثة فقط تقتصر على إتمام عمليات الدفع النقدي، وعملنا على تفعيل قنوات الدفع الإلكتروني وتشجيع المتعاملين على استخدامها، ما أدى إلى تقليص عمليات الدفع النقدي إلى 59 %، وأحدثنا تغييرات عدة في أنشطة التسويق وفق المستجدات المتسارعة، مع التركيز بصورة رئيسة على السوق المحلية، واليوم يشمل نطاق الأتمتة جميع خدماتنا بنسبة 100 في المائة .

وعن أهم المشاريع التطويرية التي تقوم بها المنطقة حالياً والمخطّط تنفيذها خلال الفترة القادمة .. أوضح السويدي أن المنطقة الخضراء الصديقة للبيئة التي أطلقها الشيخ أحمد بن حميد النعيمي، رئيس منطقة عجمان الحرة تبرز في مقدمة مشاريعنا التطويرية الجارية حالياً وتندرج في إطار مبادرات المنطقة النوعية للحد من البصمة الكربونية وحماية البيئة ودفع مسار التنمية المُستدامة في عجمان والإمارات ..مشيرا إلى أن المنطقة الخضراء ستضم عقب استكمالها مجموعة من المستودعات المُستدامة يبلغ عددها 82 مستودعا بتكلفة تبلغ 36 مليون درهم ومساحة إنشائية تصل إلى 9.070 متر مربع، بهدف دفع مسيرة بناء اقتصاد أخضر تحقيقاً لـ"رؤية عجمان 2021" كما سيسهم المشروع عقب اكتماله بالكامل في دعم مساعي المنطقة لتلبية الطلب المتنامي على وحدات إضافية ومساحات جديدة بما فيها صالات العرض والتخزين والمنشآت الصناعية المستدامة.

وتحدث سعادة المهندس علي بن تويه السويدي عن دور وطرق منطقة عجمان الحرة للترويج للإمارة قائلا : إن لمنطقة عجمان الحرة دور محوري في جذب الاستثمارات المحلية والدولية إلى الإمارة مدعومة بمنظومة أعمال متكاملة تتسم بالديناميكية والشمولية والمرونة لدعم النمو المستدام للأعمال والاستثمارات ضمن 16 قطاعاً اقتصادياً عبر تبني رؤية تستهدف دفع عجلة نمو وتنويع واستدامة اقتصاد عجمان مع تشجيع الاستثمار في رأس المال البشري وتحفيز الابتكار وتحديث البنية التحتية والترويج للمقوّمات التنافسية العالمية للإمارة.

وأكد السويدي على تعزيز الشراكة الفاعلة مع القطاع الخاص ليكون شريكاً حقيقياً في استشراف وصنع مستقبل الاقتصاد الوطني إلى جانب المشاركة في الفعاليات المحلية والدولية التي تدعم جهود المنطقة الرامية إلى زيادة التدفقات الاستثمارية إلى إمارة عجمان ودولة الإمارات، لافتا إلى أن العام الماضي شهد مشاركة المنطقة الحرة حضورياً وافتراضياً بأكثر من 10 فعاليات متنوعة من معارض ومُلتقيات ومُنتديات.