استعرض المؤتمر السنوي العاشر للتنمية المستدامة الذي انطلقت فعالياته بإمارة الشارقة عدداً من المحارو الرئيسية لرؤية 2030 والأهداف العالمية للتنمية المستدامة ومسئولية كافة الجهات والأفراد في المحافظة على البيئة والموارد الطبيعية وضمان تحقيق التنمية المستدامة من أجل أجيال المستقبل كما استعرض المشاركون في المؤتمر التجربة الإماراتية الرائدة في تحقيق التنمية المستدامة والإهتمام بالإنسان بدون النظر إلى جنسيته أو عقيدته أو لونه وبكافة فئاته كما تطرق المؤتمر إلى تجربة إمارة الشارقة في تحقيق التنمية المستدامة في كافة المجالات وجهودها في الاهتمام بقضايا الطفل من خلال شبكة الشارقة لحماية الطفولة والتحول الذكي في مجالات الطاقة وغيرها من المجالات وشارك في المؤتمر الذي نظمه مركز الليم للمعرفة بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية والخاصة  والجامعات ومراكز الأبحاث، عدد كبير تجاوز 300 مشارك وتم خلاله تقديم 14 ورقة عمل طرحت مختلف الجوانب والقضايا المتعلقة بالإستدامة .

وأوصى المؤتمر بضرورة تركيز كافة الجهود حول الإنسان وتوفير الظروف المناسبة التي تمكن كل فرد من أفراد المجتمع من استخدام كل طاقاته لمصلحة التنمية المستدامة والالتزام  بتوفير الاحتياجات الأساسية مثل الرعاية الاجتماعية والمياه النظيفة والرعاية الصحية لتحقيق التنمية المستهدفة وشدد على ضرورة الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعة والحد من التدهور البيئي.

وأوضح  سعادة الدكتور المهندس راشد الليم رئيس هيئة كهرباء ومياه الشارقة ومؤسس منتدى الليم للأعمال أن فعاليات مؤتمر التنمية المستدامة بالشارقةتعتبر إحدى المساهمات الفاعلة لدولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة الشارقة على وجه الخصوص في الجهود الدولية الرامية إلى تعزيز التنمية المستدامة على مستوى العالم، مؤكداً أن الطاقة النظيفة تعتبر عنصراً أساسياً في إستراتيجيتنا التنموية، لذلك نبذل جهوداً حثيثة من أجل ابتكار حلول جديدة ترفع كفاءة الطاقة والمياه ومعايير البناء الحديثة والمدن المستدامة، والتي نأمل أن تثمر عن نتائج مفيدة خلال المرحلة المقبلة.

وأشار إلى أن المؤتمر السنوي العاشر للتنمية المستدامة ناقش المحاور الرئيسية التي تعتبر بمثابة الأساس الذي ينبغي أن ترتكز عليه أي تنمية مستدامة وتشمل التنمية الاقتصادية و الاجتماعية والبيئية مع التركيز على الاستخدام الأمثل للموارد في كل مكان من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة وعالما يعيش فيه البشر بدون أي خوف آو جوع أو فقروأوضح أن المؤتمر تضمن طرح ومناقشة مفاهيم تطوير وتنفيذ استراتيجيات  لترويج كفاءة الطاقة والحد من الانبعاثات الكربونية، كما طرح عدد عن استراتيجيات الأعمال المستدامة الناجحة والعمليات الإدارية المطلوبة لدعم هذه الاستراتيجيات في أداء أدوارها والتزاماتها.

وأكد أن مفهوم التنمية المستدامة الحديث تتاح فيه كل الفرص اللازمة ليتمكن فيه كل فرد من تفجير طاقاته لمصلحة التنمية المستدامة وذلك يتطلب إعادة التفكير في أسلوب ممارستنا للتنمية والعمل بمفهوم التنمية المستدامة.

وأشار الدكتور المهندس راشد الليم إلى أن مؤتمر التنمية المستدامة الذي نظمه منتدى الليم للأعمال بتعاون مع عدد من الجهات الحكومية والشركات والجامعات ومراكز الأبحاث بالشارقة صاحبه تنظيم معرض شارك فيه أكثر من 25 جهة واستعرض التقدم الاستثنائي الذي حققته الدولة وإمارة الشارقة على وجه الخصوص في مجال التنمية المستدامة خلال المرحلة الماضية وضرورة عملية التغيير الهيكلي نحو أنماط مستدامة من الإنتاج والاستهلاك لصالح استحداث فرص للمضي قدماً في الإدماج الاجتماعي وتحقيق المبادئ والحقوق الأساسية وتحقيق التنمية المستدامة في كافة المجالات لصالح أجيال اليوم والغد واستعرض خلال ورقة العمل التي قدمها في الكلمة الإفتتاحية للمؤتمر 21 هدفاً للتنمية المستدامة واستراتيجية محددة تتضمن محاور العقيدة والإيمان بالمبادئ والثقافة والبيئة والإقتصاد والجوانب الإجتماعية.

وأكد أن التنمية المستدامة لم تعد، خياراً بل ضرورة ومن شأن تزايد استخدام الموارد الطبيعية والتلوث أن يضاعفا من ندرة المياه العذبة والتربة الخصبة وأن يسرّعا في فقدان التنوع البيئي وتغير المناخ على مستوى كبير وارتفاع معدلات التلوث، بما في ذلك انبعاثات الغازات الدفيئة، والضرر الذي يلحقه التدهور البيئي بالاقتصادات والمجتمع سيفقد الكثير من المكاسب المحققة في التنمية خلال العقود الماضية إذا لم يستمر في تحقيق التنمية المستدامة .

وأوضح أن الالتزام بالتنمية المستدامة يعتبر من أبرز ملامح نهج وسياسة القيادة الحكيمة لإمارة الشارقة وأرسى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة دعائمها من خلال إتباع نهج سياسات متكاملة لضمان تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة والاستدامة البيئية ضمن خطة إنمائية تستجيب لتطلعات جميع الناس مثل احترام الطبيعة، والتركيز على التعليم، والتأكيد على توفير الحقوق والفرص المنصفة لكافة فئات المجتمع ولذوي الاحتياجات الخاصة والنساء والأطفال وبناء مجتمع منفتح ومتسامح وتوفير البنية الأساسية بمواصفات بيئية عالمية وحضر المؤتمر مروان جاسم السرك الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق" وعدد من المدراء وروساء الشركات ومراكز الأبحاث والخبراء والمتخصصين.

واختتم المؤتمر فعالياته بأمسية في غرفة تجارة وصناعة الشارقة لتوزيع جوائز الليم للتميز التي تم تأسيسها لتكريم القادة المتميزين وكبار المسئولين الحكوميين والمهنيين والمهتمين بشئون الاستدامة والأكاديميين والذين حققوا نمواً مستداماً وشاركوا في تميز المؤسسات والشركات والشركاء الاستراتيجيين والداعمين  والمتطوعين.