خبز الأجداد.. مشقة بطعم العزيمة

التاريخ : 2021-01-22 (01:25 PM)   ،   المشاهدات : 593   ،   التعليقات : 0

خبز الأجداد.. مشقة بطعم العزيمة

ارتبطت حياة الأجداد بالحبوب التي كانوا يزرعونها في الأودية، أو تحملها المراكب إليهم عبر التجارة المزدهرة على سواحل الخليج العربي. وهذه الحبوب جعلت من «الرحى» أداة ضرورية موجودة في كل بيت، وكانت تشغل جزءاً من وقت النساء في أغلب الأيام، ويستخدمنها لطحن الحبوب، وإعداد الخبز والطعام للعائلة.

و«الرحى» كانت تصنع من حجر الصوان، الذي يتميز بالقدرة على التحمل، والصلابة، وثقل الوزن، ليستطيع أن يطحن الحبوب بفضل هذا الوزن والصلابة، وتتكون الرحى من حجرين دائرين أملسين، يوضعان فوق بعضهما بعضاً بصورة متطابقة يكون الجزء العلوي أكبر من السفلي قليلاً، وفي وسطهما فتحة صغيرة لإدخال الحبوب منها، ومن هذه الفتحة يخرج عمود خشبي صغير يحفظ عملية توازن الآلة عند الدوران، كما يوجد في الحجر العلوي مقبض خشبي للإمساك به وتدويره أثناء عملية الطحن.

ويسبق استخدام «الرحى» عملية أخرى يقوم بها الرجال في «الينور» لتخليص الحبوب من القشور غير المرغوب فيها. و«الينور» هو مكان لدق الحبوب بالعصي من قبل مجموعة من الرجال، ويستخدم لفصل الحب عن السنابل، ويرفعونه في الهواء بحيث تسقط الحبوب الثقيلة إلى أسفل بينما تطير القشور والتبن إلى الهواء، ثم يكيلون الحبوب بمكيال وعاء فخاري يسمى «المكوك»، في انتظار أن يأتي دور الرحى لتطحن هذه الحبوب لإعداد «الخبيز».

ولأن الصلابة وثقل الوزن من الأمور المطلوبة في صناعة «الرحى»، كان تدويرها يستلزم قدراً من القوة العضلية، ولذلك كانت الجدات يألفن العمل الشاق الذي يشهد بقدرتهن على التحمل وصلابة معادنهن.

وتعتمد فكرة عمل «الرحى» على أن تكون الطبقة السفلى من الحجر هي الثابتة، بينما تكون الطبقة العليا هي المتحركة، وفي المنتصف القبة، وفي الأسفل الزند، ويثبت على المطحنة بخشبة من فوق، والزند يقيس نوعية الطحين فإذا كان المراد عملية طحن دقيقة للحبوب، فيتم تحريك «الرحى» ببطء ولفترة طويلة، وإذا كان المطلوب إعداد حبوب مطحونة بشكل خشن، فإن عملية الطحن تكون أسرع، وتضاف الحبوب إلى الرحى في وقت متقارب.

| بواسطة:

إضافة تعليق

الخبر التالي

«تونس» المصرية.. منتجع الأدباء والفنانين