ثورة طبية.. أول كاميرا في العالم ترى داخل جسم الإنسان بدقة مذهلة
التاريخ : 2025-09-20 (12:30 PM) ، المشاهدات : 122 ، التعليقات : 0طور فريق مشترك من علماء جامعة نورثويسترن الأمريكية وجامعة سوتشو الصينية أول كاشف طبي يعتمد على بلورات البيروفسكايت، ليتيح رؤية داخل جسم الإنسان بأشعة غاما بدقة استثنائية، ويعد بمسح أسرع وأكثر أمانا.
تستخدم تقنيات الطب النووي مثل تصوير الانبعاث الأحادي للفوتون (SPECT) متتبعا إشعاعيا آمنا يُحقن في جسم المريض، ثم يلتقط الكاشف أشعة غاما الصادرة منه لتكوين صورة ثلاثية الأبعاد لنشاط العضو، مما يساعد الأطباء على متابعة تدفق الدم، مراقبة أداء القلب، واكتشاف الأمراض المخفية داخل الأنسجة العميقة.
لكن الأجهزة الحالية تعتمد على كاشفات من كادميوم زنك تلوريد (CZT) أو يوديد الصوديوم (NaI)، التي تأتي مع عيوب كبيرة. فـCZT مكلفة جدا وهشة، بينما NaI أقل تكلفة لكنها أكبر حجما وتنتج صورا أقل وضوحا.
في هذا الإطار، لجأ الفريق البحثي إلى بلورات البيروفسكايت، التي يشتهر بها الباحث ميركوري كاناتزيديس منذ أكثر من 10 سنوات، حيث استخدمها سابقا في تطوير خلايا شمسية ومواد اكتشاف للأشعة السينية وأشعة غاما.
وأظهرت الدراسة الجديدة أن كاشفات البيروفسكايت يمكنها التقاط فوتونات فردية بدقة عالية، ما يسمح بصور أوضح وفصل مصادر إشعاعية صغيرة تبعد بضعة مليمترات فقط، وفقا لمجلة Nature Communications.
وقال كاناتزيديس، الأستاذ بجامعة نورثويسترن: "هذا هو الدليل الأول الواضح على أن كاشفات البيروفسكايت قادرة على إنتاج صور دقيقة وموثوقة يحتاجها الأطباء لتقديم أفضل رعاية للمرضى".
وأضاف ييهوي هي، الأستاذ بجامعة سوتشو والمشارك في الدراسة: "نهجنا يحسن أداء الكاشفات ويقلل التكاليف، مما يتيح المزيد من المستشفيات والعيادات الوصول إلى أفضل تقنيات التصوير".
ويتميز الكاشف الجديد بحساسية عالية، ما يقلل من مدة المسح الطبي أو الجرعة الإشعاعية المطلوبة للمرضى، مع ثبات كبير في جمع الإشارات. وقد أظهرت التجارب قدرته على تمييز أشعة غاما ذات طاقات مختلفة والتقاط إشارات ضعيفة من المتتبع الطبي الشائع التكنيشيوم-99م، مع صور عالية الوضوح والفصل بين مصادر مشعة دقيقة.
شركة Actinia Inc. المنبثقة من جامعة نورثويسترن، تعمل الآن على تسويق هذه التقنية ونقلها من المختبر إلى المستشفيات، مستفيدة من سهولة إنتاج البلورات وتكلفة مكونات أقل مقارنة بالكاشفات التقليدية، دون التضحية بالجودة.
ويأمل الباحثون أن توفر هذه التقنية الجديدة مسحا أسرع وأكثر أمانا للمرضى حول العالم، مع تحسين التشخيص وتوسيع نطاق وصول الطب النووي عالي الجودة إلى المستشفيات الصغيرة والمتوسطة، وليس فقط إلى تلك القادرة على شراء أغلى المعدات.
| بواسطة: عبدالخالق كامل
إضافة تعليق