في عالم تتسابق فيه شركات السيارات على إدخال أحدث التقنيات إلى مركباتها، فاجأتنا أستون مارتن بخطوة جريئة عبر اعتمادها لتقنية Cyber Tyre الجديدة من شركة بيريللي، والتي تُعتبر نقلة نوعية في مفهوم الإطارات الذكية. هذه الإطارات الجديدة ليست مجرد مطاط يلتف حول الجنوط، بل هي أجهزة استشعار متطورة قادرة على جمع البيانات وتحليلها لحظة بلحظة، مما يمنح السيارة قدرة على التفاعل مع الطريق بدقة غير مسبوقة.

تعرف على أجدد تقنيات إطارات السيارات التي توفرها شركة بيريللي

تقنية Cyber Tyre: إطارات بيريللي تفكر وتتواصل مع السيارة

الإطارات التقليدية لطالما اعتمدت على قياسات ضغط الهواء ودرجة الحرارة، لكن الإطارات السيبرية من بيريللي تأخذ هذا المفهوم إلى مستوى أعلى بكثير. فداخل كل إطار، هناك مجموعة من الحساسات الإلكترونية التي تسجّل بيانات دقيقة مثل:

• ضغط الهواء الداخلي وتغيراته الفورية.
• درجة حرارة الإطار أثناء القيادة بسرعات مختلفة.
• مستوى تآكل المداس وعمق النقشة.
• شكل التلامس مع سطح الطريق وقدرته على التماسك.
• حالة الطريق، سواء كان مبللًا أو جافًا أو متغير الملمس.

هذه البيانات لا تبقى حبيسة الإطار، بل تُرسل مباشرة إلى وحدة التحكم الإلكترونية في السيارة عبر نظام اتصال آمن، ليجري دمجها مع أنظمة مثل ABS، التحكم بالثبات، ونظام التوجيه النشط. النتيجة: أداء أكثر استجابة، فرملة أدق، وثبات أعلى حتى في الظروف الصعبة.

شراكة بيريللي وأستون مارتن: بداية عصر جديد للأداء

اختيار شركة أستون مارتن البريطانية لهذه التقنية لم يكن صدفة، فهي شركة تبحث دائمًا عن كل ما يجعل سياراتها أكثر تميزًا، سواء على الحلبات أو في الشوارع. التعاون مع شركة بيريلي و بوش للهندسة جعل من تقنية Cyber Tyre مشروعًا واقعيًا، وليس مجرد فكرة مختبرية.

بالنسبة لمالكي سيارات أستون مارتن المستقبلية، هذا يعني تجربة قيادة مختلفة كليًا: السيارة لم تعد تنتظر حدوث الانزلاق أو الفقدان المفاجئ للتماسك لتتدخل، بل أصبحت قادرة على التنبؤ بالمخاطر قبل وقوعها بفضل الإطارات الذكية.

العقبة الأمريكية: التكنولوجيا في مواجهة السياسة

ورغم أن التقنية لاقت إشادة كبيرة في أوروبا، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تُشكّل تحديًا كبيرًا أمام انتشارها. السبب؟ شركة سينوكيم – Sinochem الصينية، التي تملك حصة في بيريللي. وبما أن الإطارات الذكية تنقل بيانات حساسة من السيارة إلى أنظمتها الداخلية، فقد ترى السلطات الأمريكية أن هناك مخاطرة أمنية في السماح بدخول هذه المنتجات.

هذا يفتح الباب أمام سيناريو قد يكون غريبًا: سيارات أستون مارتن في أوروبا والشرق الأوسط مزوّدة بأحدث إطارات سيبرية، بينما النسخ الأمريكية تُجبر على الاكتفاء بإطارات تقليدية أقل تطورًا، فقط بسبب عوامل سياسية وتنظيمية.

ماذا يعني هذا للسوق العربي؟

بالنسبة لأسواق الشرق الأوسط، خصوصًا الخليج العربي، فإن إدخال هذه التقنية سيكون مكسبًا هائلًا. الحرارة العالية والطرق السريعة تجعل من مراقبة حالة الإطارات مسألة حياة أو موت. ومع تقنية Cyber Tyre، يمكن للسائق أن يحصل على بيانات لحظية تساعده في اكتشاف أي خلل قبل أن يتحول إلى حادث.

إضافة إلى ذلك، فإن السيارات الفاخرة مثل أستون مارتن DBX أو الطرازات الرياضية الأخرى التي قد تتبنى هذه الإطارات، ستصبح أكثر جاذبية للعملاء العرب الباحثين عن الفخامة الممزوجة بالتكنولوجيا.

الخلاصة: إطارات ذكية تعيد تعريف القيادة

تقنية Cyber Tyre من شركة بيريللي، التي اختارتها أستون مارتن لتكون جزءًا من مستقبلها، ليست مجرد تحسين بسيط، بل هي ثورة حقيقية في عالم الإطارات. فهي تمنح السيارة القدرة على التكيف مع الطريق بشكل لحظي، وتحسّن مستوى الأمان والأداء بشكل لم نشهده من قبل.

لكن يبقى السؤال الكبير: هل ستسمح أمريكا بدخول هذه التقنية، أم أن السياسة ستقف حائط صد أمامها؟ في كل الأحوال، يبدو أن أوروبا والشرق الأوسط سيكونان المستفيد الأكبر من هذه الخطوة، بينما ينتظر السوق الأمريكي حلًّا وسطًا.