تخطي العوائق التي تحول دون امتلاك التكنولوجيا الحديثة على نحو متساو والاستفادة منها

التاريخ : 2022-01-13 (12:05 PM)   ،   المشاهدات : 1024   ،   التعليقات : 0

الإمارات
تخطي العوائق التي تحول دون امتلاك التكنولوجيا الحديثة على نحو متساو والاستفادة منها

بقلم/ هانز روث، نائب أول للرئيس والمدير العام لشركة ريد هات في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا 

عندما شرعت في مسيرتي المهنية في مجال التكنولوجيا (منذ فترة طويلة....)، لم يكن الدخول إلى هذا المجال متاحاً أو جذاباً للجميع. والأمر ذاته كان ينطبق على اعتماد التقنيات المبتكرة والذي لم يكن بالأمر الهيّن لجميع الشركات حيث كان ذلك يتجاوز ميزانيات معظم الشركات. وقد كان التحول التكنولوجي بمثابة خطوة كبيرة ليس بإمكان الجميع تحمل تكلفتها، في حين أن الشركات التي كانت تتمتع بوضع مالي مثالي كانت تمتلك القدرة على الإنفاق والاستثمار في تبني أحدث التقنيات وتعزيز ميزاتها التنافسية والنجاح في السوق.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا، كيف تغيرت كل هذه الأشياء؟، حيث بات بإمكان الشركات عبر مختلف القطاعات الحصول على التقنيات التي تحتاجها وتوسيع نطاقها بنقرة زر واحدة وكل ذلك مقابل تكلفة بسيطة. لقد باتت التقنيات الحديثة متاحة بسهولة ويمكن للجميع استخدامها والاستفادة منها وتحقيق نجاحات مستدامة.

ولكن الحقيقة المرّة تتمثل في أنه ليس جميع الشركات التي تتبنى التكنولوجيا تنجح في نهاية المطاف، فقد وجدت دراسة أجرتها «مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب BCG» خلال العام 2020 أن 70٪ من مشاريع التحول الرقمي لا تحقق أهدافها. 

مفارقة الاختيار

ومن المفارقات الغريبة هي أن أحد الأسباب وراء الفشل في تحقيق الأهداف هو زيادة إمكانية وصولنا إلى التكنولوجيا. فمع المزيد من الخيارات يأتي التحدي المتمثل في صعوبة الاختيار الصحيح للتكنولوجيا التي يمكنها مساعدتنا. لذلك يجب أن يكون المشترون أكثر تثقيفاً. وبات الآن كل قطاع فرعي من سوق التكنولوجيا – بداية من البنية التحتية السحابية والأمن السيبراني، ووصولاً إلى برمجيات الإنتاجية وتطبيقات البيانات الضخمة - مليء بالموردين، ولكن عدداً قليلاً فقط من الشركات تنجح في تمييز قدراتهم.

ويمكن أن يساعد النظر إلى ما هو أبعد من التكنولوجيا، والغوص في أعماق ثقافة الموردين، في اكتشاف ما يمكن أن يحدث فرقاً حقيقاً في عروض الخدمات المقدمة. وربما يشكل الحصول على أجوبة على مجموعة من الأسئلة مثل هل أقوال الموردين التي تتميز بالحماس حول الشراكة تدعمها أفعالهم؟ هل يعيشون ويلتزون بالقيم التي يعلنون عنها كل يوم؟ هل هم مهتمون بأن يكونوا أولاً، أو أن يكونوا الأفضل؟ ويعتبر هذا البحث عن التكافؤ - عندما ينجح المورد فقط عندما ينجح عميله - هو العائق الأخير أمام جعل التكنولوجيا تعمل بشكل أفضل للجميع.

هذه هي الحقيقة الثابتة التي أؤمن بها في مسيرتي المهنية حيث أتولى الآن الإشراف على عمليات «ريد هات» في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا. لقد أصبحت التكنولوجيا مجال عمل حيوي لعدد كبير من الأفراد، لذا فإن طريقة الاعتناء بأفراد مجتمعنا تهمني أكثر من أي شيء آخر. وبعبارة "أفراد مجتمعنا"، لا أعني فقط موظفينا فقط، وإنما كل فرد يشارك في مجتمع المصادر المفتوحة؛ بما في ذلك عملاؤنا وشركاؤنا والمطورون ايضاً. وباعتبارها أكبر شركة متخصصة بالبرمجيات مفتوحة المصدر في العالم، ستكون المهمة الأولى لشركة «ريد هات» دائماً هي حماية هذا المجتمع، وتسهيل المعرفة والأدوات والحماية لضمان استمرار ازدهاره.

احصد ثمار ما تقدمه

للإيمان بقيمة وأهمية المصادر المفتوحة، يجب أن تؤمن بالمثل القديم: "أنت تحصد ثمار ما تمنحه فقط". وللحصول على أفضل الأفكار، نمنح المواهب المتنوعة والعقول المتنوعة فرصة للنمو. وهذا يعني أن الدفع يعتمد على القيمة التي تجلبها، وليس الجنس أو لون بشرتك أو ميولك الجنسية. والأفكار القيمة والناجحة لا علاقة لها بأقدمية الشخص الذي قالها. نحن نفهم أن الفشل هو جزء من العملية، كما هو الحال مع إلغاء الخطط الموضوعة عندما تتطلب الأوقات مساراً مختلفاً. وفقط من خلال مواجهة الواقع يمكنك إصلاح الأمور بشكل أسرع.

وبالنسبة لي، من المستحيل أن تطمح إلى هذه السمات بدون مبادئ وممارسات مفتوحة المصدر يتم تطبيقها في جوهر وهيكل شركتك. وسيكون البديل هو خلق قيمة من خلال حماية ما تملكه. وقد تمكن بعض الموردين من بناء أعمال ناجحة للغاية من خلال الالتزام بهذه الرؤية.

التغيير ليس لعبة حظ

سيكون من المستحيل القيام بالمهمة التي أمامي - لتمكين الشركات من التحول - إذا لم أكن أحب التغيير بنفسي. إن العيش في 20 مدينة مختلفة في غضون سنوات عديدة تقريباً (لقد انتقلت للتو من ميونيخ إلى نيويورك لتولي مهامي الجديدة) سيختبر شهيتك لتجربة أشياء جديدة. ما زلت جائعاً كما كنت دائماً. 

 إن العيش في الخارج أمر مثير للغاية، وغالباً ما أفكر في كيف أن الاستقرار في مدينة جديدة يشبه العمل مع عميل أو شريك جديد. وبالتأكيد، يمكنك أن تجد طريقك قريباً حول مكان ما بمساعدة الخريطة؛ ولكن فقط من خلال الاستماع إلى السكان المحليين، فإنك تفهم حقاً ما يحدث. وبهذه الطريقة تتحول من مجرد مشاهد إلى مواطن. وهذه هي الطريقة التي تنتقل بها من مندوب مبيعات إلى شريك استراتيجي. وغالباً ما ينتهي الأول بتكنولوجيا خاطئة تم نشرها لمهمة خاطئة، أما الأخير فيترك فرصة أقل بكثير للصدفة.

قبل بضع سنوات كنت محظوظاً لأنني كنت جزءاً من فريق «ريد هات» الذي يعمل مع منظمة الصحة العالمية لبناء منصة تعليمية جديدة. وعلى الرغم من أن المنتج النهائي قدم كل العناوين الرئيسية، إلا أن العمل غير المرئي كان بمثابة القصة الممتعة حقاً بالنسبة لي. ومن خلال "مختبرات ريد هات المفتوحة للابتكار Red Hat Open Innovation Labs"، تمكنا من إدخال منظمة الصحة العالمية في صميم عملياتنا، وتحديد ما أردنا تحقيقه معاً، ولماذا، وكيف كنا سنقوم بذلك. ومن ثم جاءت التكنولوجيا بعد ذلك.

لا يوجد تحول مضمون على الإطلاق؛ بل إنه لا يمكن أن يكون نهاية العالم، لكن البدء مباشرة بالتكنولوجيا طريقة جيدة للفشل السريع. وللأسف، فإن وتيرة الابتكار والخوف من التخلف عن الركب يترك العديد من الشركات تميل إلى القيام بذلك. وهناك موردون سعداء للغاية لتمكين أخطائهم.

كسر الحواجز النمطية

لقد بدأت العمل في مجال التكنولوجيا في الوقت ذاته تقريباً الذي تم فيه تأسيس «ريد هات». وفي ذلك الوقت أيضاً، بدأت الشركات الطموحة بكسر النماذج النمطية والتقليدية للأعمال وتبني التكنولوجيا على نطاق واسع. ولكن من السهل جداً إحباط الطموحين، ولكن ما دفعنا للوصول إلى ما نحن عليه اليوم هو الدليل على أن ثقافة المصدر المفتوح تعمل، لذا يجب ألا يتعب مجتمعنا أبداً من رواية تلك القصة.

وتبدو فرص اليوم - السحابة الهجينة، والحاويات، والخدمات المصغرة - وكأنها لحظة  فاصلة جديدة. ويتمثل مفهوم المصدر المفتوح - في تعريفه الأكثر شمولاً - في جعل هذه التقنيات متاحة للجميع للاستفادة منها. وبالفعل لقد كُسر الحاجز الأخير أمام المساواة في مجال التكنولوجيا. 

«ريد هات» هي محور كل هذا التحول، وإنه لشرف عظيم أن تقودنا إلى هذا العصر الجديد؛ لحشد الطموحين ودعمهم وتعزيز المعايير المهنية التي يتوقعها عملاؤنا منا. وأتطلع لرؤية ما الذي سيحققونه بدعمنا. وأنا متحمس بالقدر ذاته لرؤية موظفينا يحققون إمكاناتهم أيضاً لأن هذا هو كل ما يتعلق بكونك جزءاً من مجتمع المصدر المفتوح.

| بواسطة: Omar Abd Raboo

إضافة تعليق

الخبر التالي

عمار النعيمي يستقبل نائب وزير خارجية كوستاريكا