سلاف فواخرجي: أمثل ما أحبه

التاريخ : 2021-01-24 (12:10 PM)   ،   المشاهدات : 761   ،   التعليقات : 0

سلاف فواخرجي: أمثل ما أحبه

تصور النجمة السورية سلاف فواخرجي حالياً مسلسلاً جديداً بعنوان «الكندوش»، يجمعها بنخبة من نجوم ونجمات سوريا، في مقدمتهن الممثلة القديرة سامية الجزائري، التي عادت إلى التمثيل بعد غياب، وشكران مرتجى وأيمن رضا، وغيرهم. والمقرر عرضه في الموسم الرمضاني 2021. فواخرجي التي تركت بصمة في معظم الأعمال التي قدمتها داخل سوريا، كما في مصر، مصرة على الاستمرار في تجربة الإخراج، وتستعد لتصوير فيلم جديد من توقيعها كمخرجة، تأخر تصويره لأسباب إنتاجية، وتنتظرها مجموعة أعمال تمثيلية داخل سوريا وخارجها تعمل على تنفيذها عملاً وراء الآخر.. وكان لنا معها هذا الحوار.

 

حقق آخر أعمالك «شارع شيكاغو» نجاحاً كبيراً وأثار الجدل حتى قبل عرضه، لماذا؟

- هذا العمل حقق نجاحاً كبيراً ولافتاً للنظر، وأثار الجدل قبل عرضه وخلاله، وبعد مرور عدة أشهر على انتهاء عرضه، حتى أن باقي فناني الوسط يُسألون عنه في إطلالتهم الإعلامية، وتحول إلى سؤال فني عام، وهذا الأمر يفرحني كثيراً. أنا أفتخر جداً بمسلسل «شارع شيكاغو» وأعتبره من العلامات الأساسية والمهمة في مسيرتي الفنية، فهو ليس مجرد عمل تم تصويره وعرضه على الشاشة، بل مشروع فيه فكر ومتعة وتعب، وعندما أذكر أعمالي المهمة فلا شك أنه سيكون بينها، وكذلك دوري فيه الذي أعتبره من الأدوار المهمة بالنسبة لي قلباً وفكراً.

 

كيف تتعاطين مع الانتقادات التي وجهت إلى هذا المسلسل؟

- لا يوجد إجماع بين الناس حول أي عمل في العالم، وهذا أمر طبيعي، فبعض الناس يمكن أن يحبه والآخر يمكن أن يكرهه، أو ربما قد يتوقفون عند نقاط معينة فيه، ولكن مسلسل «شارع شيكاغو» شكل منعطفاً، بشكل أو بآخر في تاريخ الدراما، واستطاع أن يحدث تغييراً وأن يحرّك مياهاً راكدة وقلوباً متحجرة، تريد أن تحب ولكنها لا تستطيع البوح، أو تخاف أن تقول نتيجة أشياء كثيرة كالعادات والتقاليد وغيرها. الحب يخبو يوماً بعد يوم، ويصبح مخجلاً وموضوعاً شائكاً، والمسلسل دعوة إلى الحب بعد سنوات من الحرب والقسوة والعنف، والتي لا تزال مستمرة، كما أنه سلاح معنوي ووجداني لكي نتمكن من تقديم المختلف.

 

ما أكثر ما لفتك بالدور خاصة وأنك انتقائية ولا يغريك الظهور لمجرد الظهور؟

- لطالما كنت حريصة على عدم الظهور لمجرد الظهور، حتى أنني كنت مقلة وأحياناً كنت أبقى من دون عمل، لفترات طويلة، قد تصل إلى عام أو عامين، لأنني لا أقبل إلا بالدور الذي أحبه، أتفاعل معه وأحترم فكره.  

لا أحب أن أسجل حضوراً وحسب، بل أن أترك بصمة من خلال ما أقدمه، ولا يوجد عندي هاجس النجاح أو عدمه، مع أنه مهم، لكن يهمني أكثر الاستمتاع بما أقدمه. في مسلسل «شيكاغو» درست الشخصية جيداً وزرت جمعية رعاية المكفوفين في دمشق وجلست معهم لفترة، ووجهت إليهم أسئلة كثيرة، كما تابعت مع المخرج مقالات وفيديوهات عبر «اليوتيوب» إلى أن تمكنا من الوصول إلى هذا النوع من النماذج في الحياة، وخلال لقائي بعدد من المكفوفين، اكتشفت أنني لا أرى بشكل صحيح مثلهم، وهم اعترضوا وغيرهم من الأصدقاء المكفوفين على طريقة تقديم المكفوف على الشاشة. شخصية «ميرامار» مفتاحها كان البصيرة والذهاب إلى الأقصى في كل ما تفعله.. الحب، عند إعداد الطعام، التضرع إلى الله، الصلاة والدعاء، حتى عندما تغني كانت تفعل ذلك بكل جوارحها.

 

محطة فنية

الإخراج إحدى المحطات في مسيرتك الفنية، فهل أنت متمسكة به؟

- الإخراج هو إحدى المحطات الفنية، وتجربة تعلمت واستفدت منها في حياتي الشخصية والإنسانية والفنية، وأنا متمسكة بها كثيراً، لأنني أحببتها وحققت نفسي من خلالها من نواحٍ كثيرة، وعبرت عن ذاتي بطريقة أخرى ومختلفة عن التمثيل. في الإخراج يمكنني التعبير ليس من خلال شخصية واحدة، بل من خلال كل الشخصيات، وبالموسيقى والديكور والملابس والألوان والتفاصيل، كما أنه يتيح أمامي الفرصة للتعبير عن كل لحظة من الألف إلى الياء. حالياً، أنا أحضر لفيلم جديد، يعاني منذ سنوات مشكلة إنتاجية، ولكني أعدت تحديثه بهدف إحيائه، وأنا متمسكة ومتفائلة بهذا الفيلم إلى أبعد الحدود، وهو من تأليف سامر محمد إسماعيل وأتمنى أن تتيسر الظروف لكي يرى النور، لأنني تعلقت به وأعيش معه دائماً.

 

هل من مشاريع أخرى؟

- منهمكة حالياً في تصوير مسلسل «الكندوش»، وهو من تأليف حسام تحسين بك وإخراج سمير حسين وهو عمل بيئي دمشقي، ومن الأعمال الشامية المحببة لدى الناس وإن كانت مشاركتي فيها محدودة جداً، ولها علاقة بوجهة نظر خاصة، مع أنني أحترم شعبيتها الكبيرة. هي أعمال جميلة ولكن كثرتها يمكن أن تحولها إلى موضة والموضة تنتهي دائما، لذا يجب تقديم الفن الأصيل لكي لا يتحول إلى موضة. «الكندوش» يشبه مسلسل «أيام شامية» وهو عبارة عن قصص الجدات والأجداد والقصص البسيطة الحقيقية المفعمة بالمشاعر، وناس من لحم ودم، وشخصيات مختلفة ومتنوعة.

 

ما أهمية مصر في مسيرتك، خصوصاً وأنك تحرصين على عدم الانقطاع عنها؟

- أسفاري إلى مصر دائمة، وتربطني بها علاقة إنسانية قبل الفنية. لكن الناحية الفنية أساسية جداً، وطوال فترة الحرب كانت علاقتي مع الوسط الفني فيها جيدة جداً، وكذلك مع القائمين على الشأن الفني. في مصر أمضي إجازاتي، ولي فيها أصدقاء، وجزء من حياتي له علاقة بالقاهرة، وأحرص على عدم الانقطاع عنها إنسانياً وفنياً لأنني أشتاق إليها وإلى التمثيل فيها. العروض من مصر موجودة دائماً، وقد يكون هناك عرضان أو ثلاثة عروض سنوياً، ولكن يهمني أن تكون أعمالي فيها في إطار قيمة معينة وبطريقة معينة لأنني لم أزرها بهدف البحث عن دور أو التعارف بل بطلب مصري كنجمة سورية وحققت نجاحاً كبيراً فيها، وهذا الأمر يعني لي الكثير. في ظل الظروف الصعبة لم تتوقف العروض، لكن نفسياً لم أشعر بأنني قادرة على السفر، كما أن العروض لم تكن كما يجب ولأسباب مختلفة، وعندما شعرت بأنني وبلدي في حال أفضل شاركت النجم حسين فهمي عملاً وبشروط جيدة.

| بواسطة:

إضافة تعليق

الخبر التالي

احصل على بطاقة مسار وتنقل بسهوله في عجمان