أهالٍ يطالبون بتغيير قصص «غير هادفة» بمنهاج الابتدائي.. والتربية: لا تعليق

التاريخ : 2020-12-28 (10:07 AM)   ،   المشاهدات : 1293   ،   التعليقات : 0

أهالٍ يطالبون بتغيير قصص «غير هادفة» بمنهاج الابتدائي.. والتربية: لا تعليق

أبدى أولياء الأمور ملاحظاتهم حول المحتوى الذي تتضمنه بعض القصص والدروس في مادة اللغة العربية، المقررة من وزارة التربية والتعليم على طلبة الصفوف الأول والثاني والثالث، ويرون ما تحتويه من أفكار وعبارات وجمل، غير هادفة، ولا تساهم في تربية النشء على المبادئ والقيم المجتمعية البناءة، بل وأيضاً لا تحبب الأطفال في اللغة، ولا تشجعهم على استخدام مفرداتها المتنوعة في حياتهم اليومية.

وأكدوا أن هناك بعض الدروس التي يتضمنها كتاب اللغة العربية في المراحل التأسيسية للطلاب، لاقت عدم القبول في تناولها، وأن هناك كلمات مستغربة وصعبة النطق على أبنائهم بهذه المراحل العمرية، مطالبين بإعادة النظر في تلك القصص وترقية مضمونها وأسلوبها بما يحقق الجاذبية والتشويق للأطفال.

ومن النماذج التي اعتبرها أهالي الطلبة تستحق المراجعة: «مدينة التكشيرة»، وبطلها «براطم» صاحب أكبر تكشيرة بين سكان المدينة «المكشرون دائماً»، و«مسعودة السلحفاة»، و«الكائنات الفضائية تحب الملوخية»، وكلمات ببعض القصص، كـ«الزنوبة» و«المهاوش»، وغيرها من المفردات.

من ناحيتها، لم تعلق وزارة التربية والتعليم على ملاحظات أولياء الأمور، حول كيفية اختيار القصص والدروس بمناهج الصفوف الأولى، ومضمونها وأهدافها التربوية، والرسائل المجتمعية المرجوّة منها.

 

كلمات غريبة

وتفصيلاً، تقول ولية أمر طالبة في الصف الثاني بإحدى المدارس التي تطبق المنهاج البريطاني، نور عبدالله، إنها كانت تراجع دروس اللغة العربية مع ابنتها، وأنها لاحظت بعض الكلمات الغريبة، مؤمنة بوجود بدائل أفضل منها استخداماً في التعليم، وأكثر نفعاً في الخيال والتعلم للأطفال.

وعبرت عن تعجبها من بعض العناوين التي تتضمنها القصص الدراسية المقررة مثل «مدينة التكشيرة»، والتي تدعو سكانها للتكشير دائماً، وأنهم ينظمون مسابقة لأطول تكشيرة ويفوز بها «السيد براطم»!.

وتابعت: «بدأت أبحث في مضمون كتاب اللغة العربية، فوجدت فيه بعض الكلمات، لو استبدلت بغيرها لكان أفضل على مسامع الطلبة، وتكون أكثر سلاسة في النطق، ووجدت أيضاً أن هناك بعض القصص تحتاج لإعادة نظر من قبل مقرريها».

وأشار ولي أمر، محمد عبدالله السري، إلى أنه مر عليه واستوقفته عدد من القصص في منهاج اللغة العربية المطبق من قبل وزارة التربية والتعليم، وكان يناقشها مع أبنائه، من بينها قصة «الكائنات الفضائية تحب الملوخية»، وما ظهر في محتواها من حب الكائنات للملوخية والتلصص على أهل الأرض، وسرقة كل ما بها من ملوخية في المنازل والمطاعم والأسواق.

وأضاف: «سمحت القصة أيضاً للأطفال في التوسع بخيالهم للفضاء، ومعالجة الخطأ بعد إرسال «المندوب السامي»، من الفضاء للتصالح مع أهل الأرض، بعد امتناعهم عن طهي الملوخية، ليعقد اتفاقاً بينه وبين أهل الأرض في إرسال الطهاة المهرة، ليعلموا سكان الفضاء كل أنواع الطعام التي تصلهم رائحته من أهل الأرض، وبالتالي تعريف الأطفال بأنواع المأكولات الموجودة في مجتمعنا».

ونوه السري بوجود أهداف ومضمون في القصة، لكن، من وجهه نظره، تحتاج لتعديل في الطرح، علاوة على وجود مواضيع وقصص ستكون أكثر نفعاً للأطفال، ما يحتاج لبحث وتدقيق ومراجعة من قبل المختصين.

 

كلمات غير لائقة

واعتبرت وليه أمر 4 طلاب وطالبات بمراحل دراسية مختلفة، ميرة محمد السلمان، أن هناك بعض الكلمات قد تكون دارجة في الحياة اليومية ويتعلمها الأبناء بحكم التعامل، لكن لا يليق استخدامها في قصص اللغة العربية بالمنهاج الدراسي، ومن بينها استخدام كلمة «زنوبة» و«المهاوش» و«براطم»، وغيرها.

وذكرت أن من بين القصص التي استوقفتها أيضاً للصف الثاني قصة «مسعودة السلحفاة»، وأن أول ما طرأ على خيالها «التنمر» تجاه أي طفلة تسمى مسعودة، وأنها ستكون محل استهزاء من قبل زملائها، إلا أنها وبعد الاطلاع عليها رأتها قصة مشوقة تدعو للاهتمام بالطعام الصحي والخضراوات، قائلة: «لو اخترنا اسماً حركياً للسلحفاة لكان أفضل وأجمل».

 

سلاسة الألفاظ

من جهتها، أكدت وليه أمر لطالبين بالصفين الثالث والسابع سارة صلاح الدين، أن الأهالي يفضلون سلاسة الألفاظ في اللغة العربية وخاصة للمراحل الأولى في الدراسة والأعمار السنية الصغيرة، والتي تحتاج لقصص جاذبة غير منفرة، حتى لا يهرب الأطفال من اللغة إلى التحدث والتحاور بلغات أجنبية أخرى.

وقالت: أدعو القائمين على منهاج اللغة العربية، تقديم قصص من البيئة العربية، مع مراعاة وجود عناصر الجذب والتشويق والتعلم في محتواها، مشيرة إلى أن التاريخ في مصلحة اللغة العربية لما يتضمنه من قصص ومواعظ، ومن المهم إعادة صياغتها وتقديمها بالقالب العصري الذي يتوافق مع التطورات الحالية وعقلية الأطفال.

 

صعوبات تعلم

من جانبها، قالت مسؤولة اللغة العربية بإحدى المدارس، ورود زينو: «يعتبر دخول الطفل المدرسة أهم حدث في حياته، بل هو ميلاد جديد، يلج من خلاله في أسرة ثانية، ليندمج مع أفرادها، ويكوّن الطفل (التلميذ) مع أقرانه روابط المودة والصداقة، وهي امتداد لتلك التي تجمعه مع أفراد أسرته».

وتابعت أن بالفعل هناك بعض الصعوبات التي تواجه تعليم اللغة العربية للمرحلة الابتدائية، فمثلاً بالصف الأول تكون الصعوبات في كتابة الحروف وقراءة الكلمة، وهنا يتم اللجوء إلى الصورة لقراءة الجملة، وأوضحت أن في الصف الثاني ثمة صعوبات، منها بعض المفردات والمواضيع الغريبة مثل: (تكشيرة – المخلوقات الفضائية تحب الملوخية)، وكذلك وجود ألفاظ وتراكيب صعبة وكثافة بالمنهج، أما بالصف الثالث توجد بعض الألفاظ والتحديات ومنها: (الزنّوبة – مهاوش)، وهكذا.

 

محتوى إماراتي

وأفادت زينو بأن هناك محتوى جيداً في اللغة العربية ويعتبر ابن البيئة الإماراتية، من كلمات وعبارات ومواقف، إلا أنه يحتاج لمواد تكنولوجية حديثة، من مقاطع مصورة وأفلام كرتونية ورسومات ومعلومات، تساعد في توصيل الهدف للطلبة عبر تحريك حواس الأطفال السمعية والبصرية والنطق في التعلم.

وأشارت إلى أن الميدان التعليمي في اللغة العربية على وجه الخصوص، يحتاج ضرورة أن يتحلى معلمو اللغة العربية بالمهارات الحديثة التي تتناسب والتطورات الحالية بكافة المجالات.

 

الأدب المحلي

بدورها، قالت الأستاذ المساعد بقسم اللغة العربية وآدابها في جامعة الشارقة الدكتورة بديعة الهاشمي، إن للأدب بأنواعه وأجناسه المختلفة دوراً مهماً في تنمية اللغة لدى الناشئة والطلبة، إذ تساعدهم في تعزيز ثروتهم اللغوية، وإغناء معجمهم؛ فتزداد حصيلتهم اللفظية، ويتعودون الطلاقة في الكلام، وتتحسن لديهم التعبيرات، كما أن بإمكانها أن تعالج العديد من مشكلات القراءة لديهم.

وأكدت على أهمية الاعتناء بالنصوص الأدبية التي تُدرج في مناهج اللغة العربية في المدارس والجامعات، لما لها من تأثير كبير وقدرة واسعة للمساهمة في تحقيق مخرجات تلك المناهج.

ونوهت بأهمية عدم الاقتصار على الأدب العربي فقط أو العالمي أو المحلي، والتركيز على النتاجات الأدبية المحلية لكتّاب وأدباء إماراتيين، فذلك يمنح الطالب فرصة عظيمة للاطلاع على أدبه الوطني، ومعرفة الأسماء المبدعة في مجالي الشعر والنثر على السواء، فالساحة الأدبية الإماراتية تشهد نشاطاً ملحوظاً في مختلف الإنتاجات الأدبية، كأدب الطفل والرواية والقصة القصيرة وفن المقالة والسيرة الذاتية، وحينها سيجد الطالب ما يربطه بقيم مجتمعه وعاداته، ويعزز لديه هويته وانتماءه الوطني.

 

ملاحظات المجتمع

وأكد المختص في اللغة العربية ومدير مركز اللغات في الجامعة القاسمية الدكتور محمد عبدالرؤوف الشيخ، أنه ليس من العيب تعديل كلمة أو جملة أو قصة، بناء على ملاحظات المجتمع أو استنكاره لها، بل يعتبر تصحيحاً لأمر لم يلقَ قبولاً من الغالبية.

وأضاف أن هناك الكثير من الأمور يراعيها أيضاً المختصون عند وضع المناهج، تتعلق بالمهارات والتعلم الذاتي وإيجابية الأسماء والشخصيات، ونبذ السلبي منها ودفعه للقيم الإيجابية، وأن يكرهه في السلبيات، مع مراعاة الكثير من الأمثلة والنماذج المجتمعية، كعدم وصف الأشياء أو الأشخاص بالألقاب القبيحة أو المكروهة لكي لا نسخر أو نقلل منهم.

 

أساليب متطورة

من جهتها، أشارت المختصة في اللغة العربية بمدرسة خاصة تطبق المنهاج الوزاري، فدوى أيوب، إلى أهمية تطوير محتوى اللغة العربية في المناهج الدراسية وأن يكون المضمون جاذباً للدارسين، وخاصة في المراحل السنية الصغيرة.

وأشارت إلى أن المختصين يخاطبون عقلية طفل وباحث ودارس، وبالتالي يجب التعامل مع كل مرحلة سنية بما يتوافق وإمكاناتها والاحتياجات العلمية لها، مضيفة أن الأطفال يعتبرون الشريحة الأهم التي يخاطبها واضعو المناهج ويحرصون على تزويدهم بمواد شيقة وأساليب تربوية متطورة مختلفة لكسب حبهم للغة وعدم النفور منها.

ونوهت بضرورة المراجعة والمتابعة للمواد والقصص في اللغة العربية، مع تنقية وحذف المستغرب والمرفوض منها، والصعب على مدارك ونطق الطلاب، وخاصة في المراحل السنية الصغيرة.

| بواسطة:

إضافة تعليق

الخبر التالي

بريد الإمارات: 99.8٪ توزيع الشحنات في موعدها.. ومراكز جديدة قريباً