طالب مؤتمر القيادة في دورته الحادية العشر التي استمرت على مدار ثلاثة أيام واختتمت فعالياتها في الشارقة بضرورة  وضع وصياغة استراتيجيات مرنة للتعامل مع التحديات والفرص والتصورات المستقبلية، من خلال إعداد كوادر قيادية بمواصفات عالمية لديها الطموح والإصرار نحو التغيير وتوظيفها في تحليل المؤشرات ورسم الاستراتيجيات، بما يعزز قدرة المؤسسات على التكيف مع المتغيرات وتعزيز التواصل والتكامل بين القيادة والعاملين وتطبيق أسلوب القيادة التي تعنى بالتأثير ، مع الاهتمام بتكامل الأدوار وتطوير الأداء، وتشجيع الموظفين على الابتكار والتميز مع الاستفادة من الخبرات، وتعزيز مهارات التدريب.

نظم المؤتمر مركز الليم للمعرفة بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية والجامعات والشركات  العالمية والمحلية وتم خلاله مناقشة 16 ورقة عمل قدمها عدد من الخبراء وأساتذة الجامعات المحلية والعالمية وممثلي كبريات الشركات وصاحب المؤتمر معرض شارك فيه أكثر من 20 جهة محلية وعالمية.

وأكد سعادة الدكتور المهندس راشد الليم رئيس هيئة كهرباء ومياه الشارقة ومؤسس مركز الليم للمعرفة حرص حكومة دولة الإمارات بصفة عامة وإمارة الشارقة بصفة خاصة على بناء وتطوير القيادات الحكومية من خلال مبادرات تركز على مشاركة الخبرات والمعارف بين القيادات وإعداد كوادرمستقبلية وتعزيز تواصلها مع الجهات الحكومية والهيئات والشركات المحلية والعالمية وتمكينها  لنحقيق استدامة الموارد وتعزيز النمو للأجيال القادمة، انطلاقاً من خطط اقتصادية ورؤى استراتيجية طموحة، توظف الطاقات القيادية الشابة والمتميزة لتنفيذ تلك الخطط والرؤى على النحو الأمثل، وفق معايير إدارية عالية الكفاءة تهدف لتحقيق التنمية المستدامة.

وأشار إلى أن المؤتمر سلط الضوء على واقع القيادات الإدارية في إمارة الشارقة والتطور الذي شهدته القيادات الإدارية في كافة المجالات  وفقاً لرؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بضرورة استشراف أهم القدرات والأدوار القيادية لبناء قيادات إدارية متميزة وتحديد المتطلبات اللازمة للقيادات الإدارية واقتراح جوانب التطوير فيها والتعرف على إستراتيجيات وأساليب وبرامج إعداد واستقطاب وتطوير وتعاقب القيادات الإدارية في الأجهزة الحكومية والشركات الخاصة وسبل تطويرها.

واستعرض المشاركون في المؤتمر أبرز السمات والمؤهلات التي تميّز الشخصية القيادية ، وأهمها الإيمان بالقدرة على تحقيق ما قد يعتبره الآخرون مستحيلاً، والاستماع للآراء ووجهات النظر المختلفة، والفهم العميق لخبرات وتخصصات ومهارات أعضاء فريق العمل، والقدرة على الاستفادة من تجارب الآخرين، وتشجيع الأفكار المبتكرة.

وناقش المؤتمر أهم التحديات التي تواجه القيادات الإدارية في الجهات الحكومية والشركات الخاصة، وأسبابها واقتراح سبل مواجهة هذه التحديات، كما استعرض أبرز التوجهات الإدارية الحديثة والتجارب الناجحة في جوانب إعداد وتطوير القيادات الإدارية، ووسائل استقطابها وتعاقبها، وأدوارها القيادية وتطبيقاتها، وسبل الاستفادة منها في الأجهزة الحكومية والشركات الخاصة.

وأكد المشاركون في المؤتمر ضرورة أن تكون للقيادة رؤيتها وفلسفتها الخاصة التي تقوم بتشجيع المرؤوسين على التحدي والثقة بالنفس والمنافسة على الأفضل، وأوضحوا أن تطوير الآداء في المؤسسات والشركات بحاجة إلى تطبيق مبادئ إدارية منها الشفافية والوضوح والمساءلة والمسؤولية الاجتماعية.

وفي ختام المؤتمر كرم سعادة الدكتور المهندس راشد الليم عدد من الكوادر القيادية البارزة بالإضافة إلى المشاركين والداعمين لفعاليات المؤتمر.