صعود الاستثمارات في الشرق الأوسط لتعزيز كفاءة مراقبة الحركة الجوية

التاريخ : 2019-02-17 (01:05 PM)   ،   المشاهدات : 649   ،   التعليقات : 0


إن كنت تعتقد أن الأجواء لا تعاني من ازدحام الطائرات، فأنت مخطئ، على الأقل في الوقت الراهن.

صنعت صناعة الطيران التاريخ عندما سجلت أكثر أيامها ازدحاماً على الإطلاق، وذلك عندما تم رصد رقم قياسي بلغ 202,157 رحلة طيران، وهي تجوب أجواء العالم في يونيو من العام الماضي. كما تم تسجيل ما يزيد عن 19,000 رحلة قيد التشغيل في الوقت ذاته في ذروة ذلك اليوم، فيما كان قد تبين قبل عام مضى أن الأجواء كانت تحفل في أي لحظة كانت بما وسطيه 9,728 رحلة جوية تقل مجتمعة 1.27 مليون مسافر.

وقد كانت صناعة الطيران المدني في مواجهة مع الأجواء المزدحمة، وهنا تلعب مراقبة الحركة الجوية دوراً حاسماً على الصعيد العالمي، وذلك بالنظر إلى حقيقة وجود 1,300 شركة طيران تشغل أسطولاً يشتمل على 28,400 طائرة تخدم بدورها 3,759 مطار، وذلك عبر شبكة مسارات تتجاوز عدة مليونات من الكيلومترات، ويعمل على إدارتها 173 مزود لخدمات الملاحة الجوية.

ومن المتوقع بحلول العام 2037 أن يفوق عديد الطائرات في الأجواء ضعف ما هو الآن، وذلك وفقاً لشركة ايرباص التي تقول أن نصف الطائرات الموجودة حالياً والتي يبلغ عددها 21,450 طائرة ستبقى تمخر عباب الجو خلال السنوات العشرين القادمة. ومن المتوقع بحلول العام 2034 أن يصل أسطول طائرات الركاب والشحن في منطقة الشرق الأوسط إلى قرابة ثلاثة أضعاف ما هو عليه الآن، ليتجاوز 2,950 طائرة، فيما تشير التقديرات إلى أن إجمالي حركة الطائرات من وإلى منطقة الشرق الأوسط سيصل إلى 2,346,000 حركة في العام 2025.

وتقدر يوروكونترول، وهي الوكالة التي تتخذ من بروكسل مقرا لها لمراقبة الأجواء في قارة أوروبا، أن عدد المطارات الأوروبية التي ستكون مزدحمة بشكل كبير سيربو عن 60 مطاراً، في حين ستعاني المطارات العشرين الأبرز في القارة من حالة إشباع لفترة تمتد على الأقل من 8 إلى 10 ساعات يومياً، وذلك بحلول العام 2025. وقالت الوكالة أن القدرة الاستيعابية لن تكون قادرة على استيعاب ما يقرب من 1.5 مليون رحلة أو 160 مليون مسافر في العام 2040. وفي دبي، وهي موطن أضخم مطار للمسافرين الدوليين في العالم، فقد نمت حركات الطائرات بنسبة 50٪ منذ عام 2010، فيما تدير الإمارة حالياً ما معدله 1,500 رحلة يومية، وذلك في ظل إجراءات جديدة تمكنها من الحد من تأخير الرحلات القادمة في وقت الذروة بنسبة 40%.

وقال سعادة محمد عبدالله أهلي، المدير العام لهيئة دبي للطيران المدني والرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجوية: "تلعب التكنولوجيا اليوم دوراً حاسماً في إدارة الحركة الجوية، ويتعين على مزودي خدمات الملاحة الجوية الاستثمار في الحصول على أحدث التقنيات بهدف المحافظة على القدرة التنافسية، والتكييف مع الأوقات المتغيرة، وتلبية متطلبات الحاضر والمستقبل. ومع ارتفاع حجم حركة الطائرات، فقد اكتسبت إدارة الحركة الجوية أهمية حيوية متزايدة بالنسبة للمطارات. وقد استثمرت مؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجوية بشكل كبير لكي تبقى مزوداً ملهماً لخدمات الملاحة الجوية."

وسيصل عدد الرحلات التي تديرها الإمارة إلى 665,000 رحلة سنوياً بحلول العام 2020، في حين من المتوقع للمطارين الدوليين في دبي أن يتعاملا مع 240 مليون مسافر سنوياً في المستقبل القريب. وقال سعادة محمد أهلي: "إن ضمان حركة طائرات سلسلة وخالية من المتاعب ودقيقة المواعيد تبقى أولوية بالنسبة لمؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجوية، وذلك من أجل الحفاظ على المكانة التي اكتسبتها دبي بمشقة بوصفها المطار الأكثر ازدحاماً في العالم لجهة المسافرين الدوليين."

وقد قامت الهيئة العامة للطيران المدني في دولة الإمارات العربية المتحدة بإدخال نظام جديد لمراقبة الحركة الجوية بهدف تسريع تدفق حركة المرور عبر مجال الخليج العربي الجوي المتزايد الإزدحام، كما نفذت أول بنية فضاء جوي في العالم تعتمد بالكامل على الملاحة القائمة على الأداء، والتي تستخدم الأقمار الصناعية ونظم الكمبيوتر المحوسبة على متن الرحلات. وقد توقعت الهيئة العامة للطيران المدني أن يصل عدد الرحلات من وإلى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى ما يقرب من 1.85 مليون رحلة سنوياً في العام 2030، في حين سيرتفع معدل ​​ الرحلات اليومية إلى 5,087 رحلة في العام 2030.

وسوف يشتمل معرض المطارات للعام الثاني على التوالي على فعالية منتدى مراقبة الحركة الجوية التي تقام بالتزامن معه، والتي توفر منصة حيوية لمزودي خدمات الملاحة الجوية والجهات التنظيمية وأصحاب المصلحة العالميين لمناقشة أبرز القضايا التي تؤثر على كفاءة المجال الجوي الإقليمي وقدرته الاستيعابية. وسيقام معرض المطارات الذي ينعقد تحت رعاية سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مؤسسة مطارات دبي، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الامارات والمجموعة، في مركز دبي التجاري العالمي، وذلك في الفترة من 29 أبريل ولغاية 1 مايو، مع رقم قياسي من العارضين هو 375 عارض من 60 بلداً، فيما من المتوقع أن يصل عدد الحضور إلى 7,500 شخص.

وأضاف سعادة محمد أهلي: "سيوفر منتدى مراقبة الحركة الجوية في معرض المطارات الفرصة لمقدمي خدمات الملاحة الجوية وغيرهم لاستكشاف أحدث التقنيات والابتكار في مجال مراقبة الحركة الجوية/إدارة الحركة الجوية، وذلك من أجل البقاء في طليعة الأعمال. لا يمكن للمرء أن ينزع التكنولوجيا عن الخطط الحالية والمستقبلية، في حال كان المطار قد وضع نصب عينه الطيران إلى ارتفاعات أعلى."

وقال دانيال قريشي، مدير مجموعة المعارض في شركة ريد للمعارض المنظمة لمعرض المطارات، في معرض حديثه عن هذا المعرض: "سيستقطب منتدى مراقبة الحركة الجوية هذا العام أكثر من 1,000 من الحضور، بما في ذلك مؤتمراً مخصصاً سيصل عدد المشاركين فيه إلى 250 شخص. ويسرنا أن نكون قادرين على توفير مثل هذه المنصة الهامة التي تؤمن مشاركة هذه الصناعة لدينا. ومع النمو الهائل المتوقع لحركة الطائرات، والسعي المستمر من أجل سلامة أفضل، فإن الطيران يعيد تعريف نفسه من خلال نشر وتوسيع بنيته التحتية واعتماد تقنيات جديدة، مع الحفاظ على كفاءة وفاعلية عملياته."

ويشير أحدث تقرير صادر عن مؤسسة ماركيتس أند ماركيتس إلى أنه من المتوقع أن تصل قيمة السوق العالمية لمراقبة الحركة الجوية، وهي السوق التي تستمد دفعها من الجهود المبذولة لتحديث البنية التحتية لإدارة الحركة الجوية والحاجة إلى إدارة فعالة للمجال الجوي، إلى 56.07 مليار دولار أمريكي بحلول العام 2022. وسيفضي ارتفاع الطلب على الربط الجوي إلى ارتفاع حركة الطائرات في منطقة الشرق الأوسط بنسبة 5.2% سنوياً بحلول العام 2030، فيما من المتوقع أن تتعامل مطارات الخليج مع 450 مليون مسافر بحلول العام 2020 ، وذلك وفقاً للمنظمة الدولية للطيران المدني.

| بواسطة:

إضافة تعليق

الخبر التالي

(ملتقى الاستثمار السنوي) يبحث تحديات الأسواق العالمية وتوجهات رؤوس الأموال